مع حلول فصل الربيع قد تفكّرين بالتجدّد، ونزع غبار الخمول والروتين المسيطرين على حياتك. ولعل القوام الرشيق هو أفضل وسيلة للشعور الإيجابي، فما رأيك بالإستعداد للتخلّص من السموم في جسمك، ورذل الكيلوغرامات الزائدة التي تؤرقك؟ قد لا تبدو لك الفكرة مقنعة حين تربطينها بالميزان، وتحديد كمية الطعام، ولائحة الممنوعات التي تطول... ولكن عندما تتخيلين نفسك رشيقة، تناسب كل موضة الأزياء مقاسك فإن الأمر حتماً يستحق التضحية... وفي هذا الملف، نحاول أن نرشدك إلى طرق مختصرة لبلوغ هذه الغاية، مع الإبتعاد عن الحميات التقليدية والغرامات المحدّدة للمأكولات، بل نطلعك من خلال نصائح غذائية، نأمل أن تتحوّل إلى أسلوب حياة، على أفضل الطرق لتبدي في أفضل حلّة. فماذا تنتظرين؟. ألف باء حمية التخلّص من السموم رغم الإعتقاد السائد فيما مضى بأن التخلّص من السموم يهدف إلى علاج الإدمان، إلا أن هذا المصطلح يستخدم اليوم للإشارة إلى الحميات والأعشاب والوسائل الأخرى لإزالة السموم البيئية من الجسم، والحصول على حالة صحية أفضل. من المعلوم أن هناك أنواعاً مختلفة من حميات التخلّص من السموم كالبرامج الخاصة والأعشاب والمكمّلات الغذائية، بالإضافة الى المعالجة المائية والتمارين الرياضية الخاصة وتقنيات التنفس أو العلاج بالبخار. وبشكل عام، فإن أي حمية للتخلّص من السموم، هي قصيرة الأجل وتعمل على: تقليل كمية المواد الكيماوية التي تمّ هضمها (على سبيل المثال، بتناول الأغذية العضوية). إستهلاك الأطعمة التي تزوّد بالفيتامينات والمواد الغذائية ومضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم للتخلّص من السموم. تناول الأطعمة الغنية بالألياف والماء التي تتخلّص وتقضي على السموم، بزيادة حركة الأمعاء والتبول. سؤال وجواب وهذه لمحة عن ماهيّة حمية التخلص من السموم: ما هو التخلص من السموم؟ هي عملية يقوم بها الجسم بصورة طبيعية ومستمرة للتخلص من المواد السامة فيه لتتحوّل كيماوياً إلى عناصر أقل ضرراً، وتخرج إما بواسطة البراز أو البول. وتتضمن مصادر السموم، تلك المنتجة في الجسم خلال وظائفه الطبيعية كـ «الأمونيا» التي تنتج لدى تكسر البروتينات، والمواد الكيماوية كمبيدات الحشرات أو مواد تنظيف المنزل أو المواد المضافة إلى الأطعمة أو العقاقير، أو التلوث ودخان السجائر أوالمعادن الثقيلة كالرصاص الذي يدخل إلى الجسم عندما نهضمه أو نستنشقه. لماذا نلجأ إلى حمية التخلص من السموم؟ يشير عدد متزايد من الأبحاث إلى أن الكثير من المواد الكيماوية التي نهضمها يومياً بواسطة الطعام والماء والهواء يمكن أن تخزّن في الخلايا الدهنية في أجسامنا. والحمية التي تفتقر إلى عناصر غذائية معينة يمكنها أيضاً أن تعوق قدرتنا الطبيعية على التخلّص من السموم الكيماوية، ما يزيد من تراكمها في الجسم. ويعتقد أن الحمل المتراكم والذي يطلق عليه اسم «عبء الجسم» يؤدي إلى المرض، وقد تمّ ربطه مع الإختلال الهرموني، كما يعمل على إعاقة مهمة المناعة الطبيعية وسوء التغذية وعملية الأيض غير الفعالة. ما هي مزايا هذه الحمية؟ غالباً ما يذكر الأشخاص الذين خضعوا لها، تحسّن مستوى الطاقة لديهم وحصولهم على بشرة أكثر نقاءً وحركة أمعاء منتظمة، ونشاطاً في عملية الهضم وتركيزاً وصفاء ذهنياً أكثر. لمن لا ينصح باتباعها؟ على أي شخص يفكّر في اتباع هذه الحمية أن يستشير اختصاصياً أو طبيبه الخاص. ويجب ألا يتبعها كلّ من المرأة الحامل أو المرضعة أو الأطفال، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من الأنيميا واضطرابات في الأكل وبعض الأمراض. هل من آثار جانبية لها؟ إن أحد أكثر الآثار الجانبية شيوعاً، هو الشعور بالصداع خلال الأيام القليلة الأولى من بدء الحمية، بسبب الإمتناع عن الكافيين. ولذا، غالباً ما يقترح التخفيف التدريجي لكمية الكافيين قبل البدء باتباعها. إضافة إلى ذلك، يختار بعض الأشخاص أخذ إجازة من العمل للبدء بحمية التخلص من السموم أو البدء فيها أثناء عطلة نهاية الأسبوع. وتتضمّن الآثار الجانبية الأخرى الإسهال الشديد والذي يمكن أن يؤدي إلى الجفاف وفقدان مركب «الالكتروليت»، وقد يحدث الإمساك إذا استهلك الأشخاص كمية زائدة من الألياف بدون زيادة ما يتناولونه من السوائل، بالإضافة إلى التعب وحدّة الطبع وظهور حبوب الشباب وفقدان الوزن والجوع. وإذا استمرت حمية التخلص من السموم لفترة أطول فربما ينتج عنها سوء تغذية، على الأخص البروتين (إذ إن بعض حميات التخلص من السموم تلغي تناول المنتجات الحيوانية) والكالسيوم. ما هو عدد المرات التي ينبغي على الفرد أن يتبع فيها هذه الحمية؟ إن أنصار حميات التخلص من السموم ينصحون في العادة باتباعها من مرّة إلى مرتين في السنة، وليس لأكثر من ثلاث مرات في السنة. وعلى أية حال، في بعض الأحيان من الممكن أن ينصح الإختصاصيون في الطب البديل بهذه الحمية في فترات أقل تباعداً. ماذا يتناول المرء بعد الفراغ من هذه الحمية؟ بعد أن تنقضي مدة حمية التخلص من السموم، يقترح الإختصاصيون بالعودة التدريجية إلى حمية صحية، ولكن أقل صرامة. إلا أن الكثير من الناس يستخدمون حمية التخلص من السموم كمنطلق إلى نمط حياة صحي، ويواصلون تناول الكثير من الخضر والفاكهة التي اعتادوا تناولها أثناء الحمية. هل من انتقادات لهذه الحمية؟ · لا حاجة لحميات التخلص من السموم إذ يستطيع الجسم أن يتخلص من السموم بنفسه دون مساعدة. · لا يوجد دليل على نجاح حميات التخلص من السموم. · إن المنتجات العشبية للتخلص من السموم غير ثابتة، وباهظة الثمن. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون ضارة أيضاً. أطعمة مسموح بها وهذه لائحة بالأطعمة التي يُسمح بتناولها أثناء حمية التخلص من السموم: الفاكهة الطازجة. الخضر بأنواعها: والأنواع التي يُعتقد بأنها مفيدة في التخلّص من السموم، هي: القرنبيط والقرنبيط الأخضر والبصل والثوم والأرضي شوكي والشمندر والخضر الحمراء والخضراء. الأرز بأنواعه: وكذلك كعكة الأرز ومقرمشات الأرز ومعكرونة الأرز. ويُفضّل خصوصاً الأرز البني غير المقشور. حبوب: نبات الكينو والقطيفة وحبة الدخن والفاصولياء والعدس والحمص والفول. المكسرات والبذور: يمكن نثر حفنة من المكسرات والبذور غير المملحة فوق طبق السلطة أو تناولها كوجبات خفيفة. وتشمل الخيارات: بذور الكتان وبذور اليقطين وبذور السمسم وبذور دوار الشمس، واللوز والكاجو والجوز. ولا يُسمح بالزبدة، ولا بالفول السوداني وزبدة الفول السوداني عادةً. الزيت: يُفضّل استخدام زيت الـزيــتـون النقي. التوابل: ملح الخضر وملح البحر وصلصة الصويا، وجميع أنواع الأعشاب، والبهارات. المشروبات: الماء والشاي والشاي الأخضر وعصارة الليمون وعصائر الفاكهة والخضر النقية غير المحلاة وحليب الأرز. ممنوعات بالمقابل، يحظّر تناول المأكولات التالية أثناء الخضوع لهذه الحمية: السكر: ويشمل المنتجات المحتوية عليه والأشكال الخفيّة منه كـ «السكروز» أي سكر القصب والشمندر، بالإضافة إلى سكر العنب وشراب الذرة والسكر البني وخلاصة أنواع من قصب السكر. ولا يُنصح بالمحليات الإصطناعية. منتجات الألبان: الحليب والزبدة وجبنة الدهن والجبنة الحامضة، وغيرها من منتجات الألبان. القمح وكذلك المنتجات المحتوية عليه كالمعكرونة والخبز. المواد البروتينية الدبقة في الدقيق وكافة الحبوب المحتوية على المواد البروتينية. أطعمة أخرى، ينبغي تجنبها: خميرة البيرة وإضافات الأطعمة والحافظات لها والشوكولا والأغذية العالية بمحتواها من الدسم. القهوة... رغم أن غالبية حميات التخلص من السموم تنصح بتجنب القهوة، سواء العادية أو الخالية من الكافيين، إلا أن فنجاناً واحداً في اليوم مقبول ، ومن الممكن أن يعمل ذلك على التخفيف من الصداع الذي يسبّبه انحسار نسب الكافيين في الجسم. مفاتيح هامة... من الأمور التي يجب القيام بها يومياً للتخلص من السموم: شرب 8 أكواب من الماء يومياً على الأقل، دافئة أو مساوية لدرجة حرارة الغرفة. التأني في مضغ الطعام، وخصوصاً الحبوب.
|