dodo&m مشرفه منتدى المرأة للاكسورات والديكورات
عدد الرسائل : 1928 العمر : 39 العمل/الترفيه : https://ava-mena.own0.com العمل/الترفيه : رسم بلــدك : النت المزاج : وسام لهذا العضو : تاريخ التسجيل : 18/02/2008
| موضوع: *** هوذا الرجل *** الأحد مايو 04, 2008 3:58 pm | |
| *** هوذا الرجل ***
ذُكر عن الرب يسوع المسيح مرارًا كثيرة أنه «الرجل». وبلا شك أن الكلمة تتضمن التأكيد على حقيقة إنسانية المسيح. فالمسيح ابن الله الأزلي، لما ظهر في الجسد، كان إنسانًا حقيقيًا بكل معاني الكلمة، مع ملاحظة قداسته الكُلية وعصمته المُطلقة، فهو «القدوس الذي بلا شر ولا دنس»، الذي «لم تكن فيه خطية»، ولم «يعرف خطية».
وإن تعبير «هوذا الرجل» يعني أيضًا الرجولة الحقيقية كما ظهرت في كمالها في المسيح. وإن كان المسيح هو التجسيد الحي لكل الفضائل الإنسانية، والقياس الأوحد للأخلاق المثالية، فإنه النموذج المتفرِّد للرجولة الحقيقية.
كثيرون لا يرون في المسيح سوى الشخص الوديع اللطيف الهادئ، رقيق المشاعر والممتلئ بالحنو، ولا يرون فيه الشخص الشجاع الحازم الذي لا يعرف المُجاملة ولا يغض الطرف عن الشر، الذي يوبخ رياء الفريسيين ويغضب عندما يُهان بيت أبيه.
لما سأل المسيح تلاميذه عما يقول الناس عنه، أجابوه: «قوم يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء»، هل فكَّرنا لماذا ذُكر يوحنا المعمدان وإيليا أولاً؟ ربما لأن معاصري المسيح لم يروا فيه شخصًا ضعيفًا، بل شخصًا ممتلئًا بالقوة والشجاعة والحسم.
ويبدو تفرُّد المسيح واضحًا عندما نقابل بينه وبين أي قائد بشري عظيم، فهو في أخلاقياته فوقهم جميعًا. المسيح لم يسحب كلمة واحدة قالها، ولا احتاج أن يخفف أو يلطف من وَقع أية عبارة نطق بها .. والمسيح لم يقدم اعتذارًا أبدًا عن أية كلمة أو أي فعل، لأنه لم يتكلم بكلمة ولا فَعَل فعلاً يتطلب الاعتذار. والمسيح لم يعترف أبدًا بأية خطية، ولم يطلب أبدًا الغفران. لأنه كان الكمال مجسمًا. والمسيح لم يطلب أبدًا مشورة حتى من أحكم الناس، ولم يتلق أبدًا توجيهًا حتى من أعز الأشخاص إليه ( يو 2: 3 ، 4). والمسيح لم يبرر أبدًا أي تصرف بدا غريبًا في عيني الآخرين، لكنه كان قانعًا أن يكون دائمًا في خطة أبيه، متممًا مشيئته ( يو 11: 3 ، 6، 21، 32، 37) .. ما أجمله! ما أروعه! ما أعظمه! | |
|