نقل البابا شنودة للعناية المركزة بعد عودته من أميركا

الكنيسة تطمئن رعاياها بعد غيابه عن عظته الأسبوعية
نقل البابا شنودة للعناية المركزة بعد عودته من أميركا
نبيل شرف الدين من القاهرة: في سابقة لم تحدث من قبل طيلة عقود مضت، تغيب مساء أمس "الاربعاء" البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية القبطية (المصرية)، عن إلقاء عظته الأسبوعية التي يلقيها عادة أمام حشود من المصلين في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط القاهرة، وهي واحدة من المرات النادرة التي يتغيب فيها البابا شنودة الثالث عن هذه العظة التي يحرص عليها ما دام موجودًا داخل مصر.

وقالت مصادر قريبة من الكنيسة إن البابا شنوده نقل إلى العناية المركزة بإحدى المستشفيات، وقال الأنبا موسى إن حالته الصحية مستقرة وتحت السيطرة، وانه لا يوجد ثمة ما يدعو للقلق، حيث تماثل للشفاء عقب عودته من الولايات المتحدة قبل يومين، حيث أجرى فحوصات شاملة، كما أدخلت تعديلات على البرنامج العلاجي الخاص به في مستشفى "كليفلاند" بولاية "أوهايو" الأميركية
تجدر الإشارة إلى أن البابا شنودة الثالث يعاني من اضطرابات صحية مزمنة في وظائف الكليتين، وارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم وقد أجرى فحوصًا شاملة عدة مرات بمستشفى كليفلاند خلال العام الجاري، وقبلها في عدة مستشفيات مصرية نصحته بمواصلة علاجه في الخارج.

صحة البابا
وفي اتصال هاتفي أجريناه مع نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب، قال إن غيابه عن إلقاء عظته الأسبوعية لا يعني تراجعًا في حالته الصحية فقد كان قادرًا ان يلقي المحاضرة، الا انه رضخ لضغوط الأطباء وعدد من كبار الأساقفة ليستريح ولايتعرض للإرهاق فلا تتفاقم متاعبه الصحية للأسوأ.

وأوضح الأنبا موسى المقرب من البابا شنودة، أن فترة راحته لن تطول كثيرًا، حيث سيشارك في احتفالات الكنيسة خلال الأسبوع القادم بذكرى تنصيبه للبابوية السادسة والثلاثين، وسوف تقام بهذه المناسبة احتفالات كبيرة بالقاهرة وأديرة وادي النطرون، كما سيقوم برحلة بعد نحو أسبوعين إلى قبرص للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط.

ومضى الأنبا موسى قائلاً إن رحلة البابا شنودة الأخيرة إلى الصعيد أواخر الشهر الماضي كانت مكثفة وشهدت كثيرًا من النشاطات والتنقلات بين المحافظات مما عرضه لارهاق شديد وتفاقمت معه متاعبه الصحية على هذا النحو.
وليلة أمس توافد مئات الأقباط على مقر البطريركية لحضور العظة الأسبوعية والاطمئنان على صحة البابا شنودة الثالث بعد الرحلة العلاجية الأخيرة التي استغرقت بضعة أيام في الولايات المتحدة، وبعد نحو ساعة ظهر الأنبا موسى معتذرًا عن عدم تمكن البابا من إلقاء عظته لأسباب صحية، غير أنه أكد أنه بصحة طيبة، لكن الأطباء نصحوه بعدم بذل مزيد من المجهود في هذا التوقيت تحسبًا لأي انتكاسة محتملة.

خلافة البابا
وتوجه البابا شنودة يوم الخميس الماضي إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوص لمتابعة حالته الصحية في مستشفى (كليفلاند) الشهيرة بولاية أوهايو، وعاد قبل يومين، وهذه هي المرة الثالثة التي يجري فيها بطريرك الأقباط البابا شنودة الثالث (84 عامًا) فحوصًا طبية في الولايات المتحدة خلال هذا العام.

وتباينت التكهنات الصحافية وداخل أوساط الأقباط حول أسماء أبرز المرشحين لخلافة البابا شنودة الثالث، وجاء في مقدمتهم الأنبا يوأنس (الأسقف العام وسكرتير البابا) مع أهمية الإشارة إلى أن الأخير يعد من أكثر المقربين إلى البابا ويكاد لا يفارقه في تحركاته، ثم يأتي اسم الأنبا موسى (أسقف الشباب) الذي يحظى بشعبية هائلة خاصة في أوساط الشباب القبطي، والأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة، الذي عمل لسنوات طويلة سكرتيرًا شخصيًا للبابا.

والبابا شنودة الثالث هو البطريرك السابع عشر بعد المئة في سلسلة الآباء البطاركة الأقباط الذين جلسوا على كرسي "مارمرقس" الرسول بالكنيسة القبطية، وهو من مواليد الثالث من آب (أغسطس) عام 1923 في قرية (سلام) بمحافظة أسيوط (جنوب مصر)، لأسرة من الطبقة الوسطى، وكان اسمه قبل انخراطه في سلك الرهبنة هو "نظير جيد".

وتخرج البابا شنودة الثالث في كلية الآداب قسم التاريخ، بجامعة "فؤاد الأول" ـ القاهرة حاليًا ـ ثم التحق بـ"الكلية الاكليريكية" في العام 1946 واختتم دراسته فيها عام 1949، وفي العام 1954 التحق بالرهبنة باسم "انطونيوس السرياني"، حتى تمت رسامته كاهنًا عام 1958، وعام 1962 صار اسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية و"الكلية الإكليريكية" و"مدارس الأحد"، وبين عامي 1962 و1971 أصبح اسقفًا، وفي 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1971 رسم بطريركًا للكرازة المرقسية حتى يومنا هذا.