*** بيت لحم ***
اماكن لها تاريخ
يمر التاريخ علي بلاد ومدن وقري كثيرة ولكنه يتوقف أحيانا أمام مدينة أو قرية صغيرة ويسطر لها أعظم سطوره المنيرة
فهو تاريخ يحكي ويقص حقائق لا يوجد فيها تجميل أو تزييف أوكذب
والآن نقف بعجلة الزمان أمام قرية بيت لحم
التي سطر لها التاريخ سطورا من نور لما حدث علي أرضها من ذكريات وأحداث لفتت أنظار العالم كله ألا وهي ميلاد السيد المسيح الذي شرفت مدينة بيت لحم اليهودية بميلاده علي أرضها,ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه وعرفها العالم كله قاصدا إياها للحج والتبرك لما بها من أماكن تقدست بالعائلة المقدسة وميلاد السيد المسيح.
بيت لحم اليهودية
عرفت في بعض الأحيان ببيت لحم يهوذا
وقال بعض المؤرخين إنها هي(بيت أيلولاهاما)أي(بيت الإله لاهاما أو لاخاما)
وهو إله القوت والطعام عند الكنعانيين قديما,
ونسبها البعض الآخر إلي الإله الأشوري لخمو فقالوا(بيت لخمو)
وفي الآرامية (بيت الخبز)ومنه جاءت التسمية(بيت لحم)التسمية العربية الآن.
وذكرت بيت لحم في أسفار العهد القديم
تحمل اسم أفرات أو أفراته
وهي كلمة آرامية تعني الثمار والخصب.
ولكن المعني القريب الآن والمستخدم(بيت لحم)أي(بيت الخبز)وهي تسمية ترمز إلي السيد المسيح الذي ولد علي أرضها والذي قال عن نفسه أنا هو خبز الحياة.
تقع بيت لحم يهوذا
بين الخليل والقدس
فهي في جهة الجنوب من أورشليم علي مسافة خمسة أميال
وتتميز بموقعها الذي علي مقربة من الطريق الرئيسي الواصل إلي حبرون(الخليل)من ناحية الجنوب منه
كما تشرف علي الطريق الرئيسي إلي عين جدي وتحيط بها أرض خصبة تكثير فيها بعض الزراعات مثل كروم العنب والزيتون وأشجار التين مع أن أقرب نبع ماء لها يقع علي مسافة800يارة في الجنوب الشرقي
وسكانها كانوا يستخدمون القناة المائية التي تخترق نفقا في التل
كما توجد خزانات مياه منحوتة في الصخر.
وتختلف بيت لحم يهوذا عن بيت لحم التي هي قرية صغيرة في زبولون والتي ورد عنها في سفر يشوع بن نون الإصحاح التاسع عشر وهي علي مسافة ستة أميال غرب مدينة الناصرة وكان يسكنها جالية المانية حتي العصر الحديث في الحرب العالمية الثانية.
ذكر الكتاب المقدس بيت لحم يهوذا في أكثر من سفر بداية من سفر التكوين الذي ورد فيه أن راحيل دفنت في الطريق إلي افراته (تك35:19) (تك48:7) أما سفر الأخبار الأول يقول عن سلما بن كالب إنه أبو بيت لحم وسكنت راعوث المؤابية مع زوجها الثاني بوعز بيت لحم.
وكانت بيت لحم هي
المدينة القريبة من قلب الملك داود,لأنها مدينة ابيه يسي
كما جاء في سفر صموئيل الأول الإصحاح السابع عشر والتي جاء إليها صموئيل النبي ليمسح داود ملكا بدل شاول المرفوض من قبل الرب
لقد أحبها داود وأحب أرضها وكان يشتهي ماء آبارها ولكن بعد زمانه فقدت حيويتها وازدهارها إلي أن عاد أبناء بيت لحم من السبي,وأعادوا تعميرها كما جاء في سفر عزرا بنو بيت لحم مائة وثلاثة وعشرون عز2:21
وورد أيضارجال بيت لحم ونطوفة مائة وثمانية وثمانون نح7:26وتنبأ عنها ميخا قائلاأما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ميخا5:2
يقصد السيد المسيح الذي اختارها أن تكون مكان ميلاده كما ورد في إنجيل القديس متي والقديس لوقا.
والقديسة مريم أم المسيح مع أنها ولدت في مدينة الناصرة,ولأنها من نسل داود لذلك ذهبت إلي بيت لحم لتكتتب هناك وفي أثناء ذلك ولدت المسيا المنتظر لتتحقق النبوات وليعلن رسميا أنه من نسل داود.
وشهدت بيت لحم مقتل الأطفال الأبرياء الذين قتلهم هيرودس الملك كما ورد في إنجيل القديس متي الاصحاح الثاني كتب عن تاريخ بيت لحم في القرون الأولي للميلاد يوستينوس الشهيد وأوسابيوس وجيروم وغيرهم من المهتمين بتسجيل تاريخ الأماكن المقدسة
.
وفي بداية القرن الثاني الميلادي
خرب هادريان بيت لحم وأقام علي أرضها معبد الإله أدونيس الوثني ولكن في عصر الملك قسطنطين في بداية القرن الرابع ازدهرت بيت لحم مرة أخري وبنت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين كنيسة علي الطراز الروماني فوق الموقع الذي كان فيه المذود الذي ولد فيه السيد المسيح وتعرضت الكنيسة للهدم علي يد السومريين
ولكن عندما جاء جوستنيان
قام ببناء الكنيسة وعمل بعض التوسعات فيها وقسمت إلي ثلاثة أقسام صدر الكنيسة والقسم الأمامي ومغارة المهد وبني سور حول المدينة كان موجودا حتي عام1448م فامتدت إليه يد السلطان المملوكي بالتخريب والهدم والكنيسة باقية إلي الآن.
هجم الفرس
علي مدينة بيت لحم في بداية القرن السابع الميلادي وخربوها ولكنهم تركوا الكنيسة,لأنهم وجدوا فيها صورا للمجوس وهم يسجدون للسيد المسيح, دخلت المدينة تحت الحكم الإسلامي في عام648,وزارها الخليفة عمر بن الخطاب وصلي داخل كنيسة المهد والآن وبعد أن هاجر كثير من العرب المسيحيين من بيت لحم إلي بلاد أخري بسبب ظروف الاحتلال
ولكن يجب أن نعرف أن سكان بيت لحم يتحلو بالتعايش الأخوي بين المسلمين والمسيحيين فهي مدينة تحمل إلي الآن أصالة الماضي من حيث طابع مميز من البناء القديم ذات الحجر المكلس والأبواب والنوافذ التي تعلوها الأقواس كما أن بيوتها ملتصقة ببعض ومقسمة إلي حارات صغيرة.
أهم المعالم في بيت لحم
كنيسة المهد
وهي من أقدم الكنائس المسيحية في العالم وهي مشتركة الآن بين الروم واللاتين والأرمن وبجوارها أديرة تخص الطوائف الثلاث
كما توجد كنيسة القديسة كاترينا
من القرن الثاني عشر الميلادي ويقام بها احتفالات عيد الميلاد سنويا
ويوجد دير القديس ثيؤدوسيوس شرق بيت ساحور من القرن الخامس
وقبر راحيل
وجامعة بيت لحم.
اماكن لها تاريخ ...
بيت لحم ...